تعد السمنة مرضًا معقدًا و متعدد العوامل خصوصا في المجتمع السعودي حيث أصبحت السمنة من أكثر التحديات الصحية شيوعًا. وقد بدأ العالم في السنوات الأخيرة يأخذ هذا التحدي الصحي على محمل الجد، خاصة مع ارتباطه الوثيق بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، واضطرابات التنفس، ومضاعفات أخرى قد تؤثر على جودة الحياة أو حتى تؤدي إلى الوفاة – لا قدر الله. في هذا المقال، نسلّط الضوء على بعض الأسباب غير المباشرة التي تساهم في زيادة الوزن بشكل واضح، لكنها قد تمر دون تشخيص دقيق.
تُعد متلازمة تكيس المبايض من الأسباب الهرمونية الشائعة التي تزيد من خطر السمنة، نتيجة مقاومة الأنسولين واختلال التوازن الهرموني. وتعاني الكثير من النساء من صعوبة فقدان الوزن بسبب هذه المتلازمة، مما يزيد من تعقيد الحالة. وقد تحدثنا في مقال آخر ضمن مدونتنا عن دور أدوية تنزيل الوزن (اوزمبك ومنجارو) في مساعدة المصابات بتكيس المبايض على التحكم في الوزن وتحسين مقاومة الأنسولين، مما يدعم الخصوبة ويقلل من الأعراض المصاحبة.
تُظهر الأدلة العلمية الحديثة وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين السمنة وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، حيث يُمكن لكل منهما أن يُسبب الآخر ويزيد من حدته.إذ تؤدي نوبات انقطاع النفس أثناء النوم إلى اضطراب في إفراز الهرمونات المنظمة للشهية ، مما يزيد من الشعور بالجوع ويؤثر على حرق الدهون. وبالاتجاه المعاكس تسبب السمنة، خاصة تراكم الدهون في منطقة الرقبة والصدر إلى تضييق المسالك الهوائية وزيادة الضغط عليها، مما يُسهم في حدوث انقطاع النفس أثناء النوم .
الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج قد تكون من أكثر العوامل تجاهلًا رغم تأثيرها الكبير على الوزن. حيث تؤدي إلى الأكل العاطفي، واضطرابات النوم، وانخفاض النشاط البدني. كما أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج هذه الحالات – مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان – تؤثر على مراكز الشبع في الدماغ وتزيد من الوزن .
يتضح أن السمنة ليست مجرد نتيجة لنمط حياة غير صحي، بل قد تكون نتيجة تفاعلات معقدة بين عوامل هرمونية، نفسية، واضطرابات النوم. فهم هذه الروابط المتشابكة يُعد خطوة أساسية نحو تشخيص دقيق وعلاج فعّال. لذا، من الضروري اعتماد نهج طبي شامل يأخذ في الاعتبار هذه العوامل المتداخلة. في المقالات القادمة، سنناقش الأسباب الهرمونية والجينية المثبتة علميًا للسمنة، لنُسلّط الضوء على سبل العلاج والتعامل معها بفعالية.
هل تشك أن هناك سببًا خفيًا وراء ثبات وزنك؟ انضم إلى كيلُو الآن لتحصل على خطة شاملة تأخذ بعين الاعتبار حالتك الهرمونية والنفسية وتساعدك على تجاوز العقبات بذكاء!
هذا المقال لأغراض المعلومات فقط، سواء تضمن نصائح من مختصين طبيين أم لا. لا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التشخيص أو العلاج، ولا ينبغي الاعتماد عليه لاتخاذ قرارات صحية دون الرجوع إلى مختص.
طبيبة حاصلة على البورد السعودي في الطب الباطني والغدد الصماء، تتمتع بخبرة تقارب 9 سنوات في الرعاية السريرية، وعضو مؤسس في كيلُو. تركز على تطوير حلول رقمية مبتكرة للرعاية الصحية وإدارة الأمراض المزمنة بطرق فعالة ومبنية على الأدلة العلمية.